كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد



عن ميقاتها: صلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة". يعني نافلة.
وفرض القيام في الصلاة المكتوبة ثابت من وجهين أحد هما إجماع الأمة كافة عن كافة في المصلى فريضة وحده أو كان إماما أنه لا تجزيه صلاته إذا قدر على القيام فيها وصلى قاعدا وفي إجماعهم على ذلك دليل واضح على أن حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي المذكور في هذا الباب معناه النافلة على ما وصفنا والوجه الثاني قوله عز وجل: {وقوموا لله قانتين} [البقرة: من الآية238] أي قائمين ففي هذه الآية فرض القيام أيضا عند أهل العلم لقوله عز وجل: {وقوموا} ولقوله: {قانتين} يريد قوموا قائمين لله يعني في الصلاة فخرج على غير لفظه لأنه أعم في الفائدة لاحتمال القنوت وجوها كلها تجب في الصلاة.
والدليل على أن القيام يسمى قنوتا قول النبي صلى الله عليه وسلم إذ سئل أي الصلاة أفضل قال: "طول القنوت" يعني طول القيام.
وزعم أبو عبيد أن القنوت في الوتر وهو عندنا في صلاة الصبح إنما سمى قنوتا لأن الإنسان فيه قائم للدعاء من غير أن يقرأ القرآن فكأنه سكوت وقيام إذ لا يقرأ فيه وقد يكون القنوت السكوت روى عن زيد بن أرقم انه قال كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت {وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت وليس في هذا الحديث رد لما ذكرنا لأن الآية يقوم منها هذان المعنيان وغيرهما لاحتمالهما في اللغة لذلك لأن القنوت في اللغة له وجوه منها أن القنوت الطاعة دليل ذلك قول الله عز وجل: {كل له قانتون} [الروم: من الآية26] أي مطيعون وقوله: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين} [النحل:120]